تنتشر دلتا الأنهار حول العالم، لعل أقرب مثال إلى ذهن القارئ العربي هو دلتا نهر النيل في مصر، ويمكن وصفها بأرض مروحية أو مثلثية الشكل عند مصبات الأنهار، وتتمتع أراضيها بالخصوبة.

وتمتلك تلك المناطق أهمية ثقافية واقتصادية كبيرة؛ لكن حتى تلك المناطق صارت عرضة لآثار التغيرات المناخية. ويسعى العلماء إلى إيجاد حلول فعالة لحمايتها ومعالجة آثار التغيرات المناخية فيها.

مخاطر في الأفق

هناك العديد من المخاطر التي تحف بدلتا الأنهار الساحلية حول العالم، بعضها يتعلق بالتغيرات المناخية والعوامل الأخرى، من بينها:

1- ارتفاع مستوى سطح البحر

واحد من أبرز آثار التغيرات المناخية ارتفاع مستوى سطح البحر؛ نتيجة ذوبان الجليد، ولأنّ دلتا الأنهار عبارة عن أراضٍ منخفضة؛ فهذا يعني أنها معرضة لمخاطر الملوحة والفيضانات التي تؤثر في جودة تربتها وتعرضها للغرق.

2- الكثافة السكانية

يعيش في دلتا الأنهار حول العالم ما يقرب من نصف مليار شخص، ما يُشكل ضغطًا على موارد تلك المناطق، وبالطبع يُعرض بيئاتها للأنشطة البشرية الضارة.

3- تغيرات في أنماط الأمطار

تضم دلتا الأنهار أراضي زراعية خصبة، ويستخدمها السكان في الزراعة والحصول على الغذاء. ومع تفاقم التغيرات المناخية، تظهر بعض الآثار مثل التغيرات في أنماط الأمطار التي تؤثر على عملية الزراعة.

4- التنوع البيولوجي والنظم البيئية

تتأثر النظم البيئية بما فيها من تنوع بيولوجي مع تفاقم الاحترار العالمي؛ فتلك النظم بما تحويه من كائنات حية، مُهيّأة للعيش في بيئة بمواصفات معينة، وحدوث تغيرات يعني خسارة بعض الأنواع؛ فليست كل الكائنات الحية قادرة على التكيف.

وكيف يمكن حمايتها؟

يمكن حماية دلتا الأنهار بعدة طرائق منها:

تعزيز البنية التحتية بحيث تصبح مقاومة لآثار التغيرات المناخية، وذلك عبر بناء الحواجز لحماية مناطق الدلتا من الغرق. بالإضافة إلى تحسين شبكات الصرف الصحي.

تحقيق نُهج الاستدامة الفعالة في المدن، وذلك من خلال بناء مدن أكثر استدامة.

رفع الوعي المجتمعي بأهمية مناطق دلتا الأنهار.

تُعد دلتا الأنهار من أكثر المناطق الحيوية حول العالم، وتشهد على حضارات عظيمة في الماضي، وما زالت أحد أهم مصادر الموارد التي يعتمد عليها البشر في حياتهم. لذلك، من الضروري حمايتها والحفاظ عليها.